على كراسٍ من الخيزران تستندُ عليها أكياس المشتروات خاصتهم، يتفرج السائحون المنتمون للبلاد الغنية بالبترول على الأجواء المحيطة بينما يدخنون الشيشة في المقاهي، ويتأملون هذه المدينة الغريبة عنهم فالتأمُّل أصبح حكرًا عليهم، إنهم يحفرونها في ذاكراتهم حتى يصبح لديهم أمورٌ يحكونها حينما يعودون أدراجهم، أليس كذلك؟ فالمدينة لا يمكن أن تُعرف فقط عبر التسوق فيها إنهم غير مدركين أن هذا ليس سوى فخ، كل شيء فيه قد صُمِّم من أجلهم هذا ديكور؛ كل شيء كما يرغبون أن يروه تمامًا، نتظاهر أننا نمر أمامهم بملابسنا التي لا تشبه تلك التي يرتدونها، وهم جالسون في مقهى يتلاءم تمامًا مع رغباتهم لا أحد منا حقيقيٌ؛ كل شيءٌ مُصمَّمٌ من أجلهم، حتى يجمعوا بعض الذكريات يمر أكثرنا شبابًا من أمامهم مُقهقهين، ثم يعودون أدراجهم إلى حياتهم البائسة، تمامًا كما يبتسمون أمام الكاميرات للحظة لالتقاط “سيلفي”.
وحيدة > اقتباسات من رواية وحيدة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب