أدركت أنه لا جدوى في أن ينكر الإنسان على نفسه متعة ما لا لشيء إلا لأن غيره محروم منها ! ويأبى على نفسه السعادة، لأن غيره شقي!.. ففي الوقت الذي نضحك فيه ونتبادل النكات،يوجد أناس – في أماكن متفرقة من العالم – راقدين على فراش الموت .. وآخرون، خلف ألف نافذة ونافذة، يعانون البؤس،أو يتضورون جوعا.. وهناك المستشفيات المليئة بالمرضى والجرحى..والسجون العامرة بالمعذبين.. والمصانع والمناجم والمكاتب التي يشقى فيها الملايين من البشر، في كل ساعة من ساعات النهار.. ولن يخفف من شقاء إنسان واحد أن يشقي إنسان آخر نفسه بنفسه، بغير مبرر!.. بل لو حاول شخص أن يفكر في مآسي الغير، ويصور لنفسه صنوف البؤس التي تنطوي عليها الدنيا في كل وقت، لاستعصى عليه النوم، وماتت البسمات على شفتيه إلى الأبد .
حذار من الشفقة > اقتباسات من رواية حذار من الشفقة > اقتباس
مشاركة من فيصل العتيبي
، من كتاب