بالحكاية والطبخ تمكَّن البشر من استئناس بعضهم بعضًا، وصارت لدينا مجتمعات بشرية ولم يزل الطعام حاضرًا في الاحتفالات الاجتماعية الدينية وهو أكثر رسوخًا مما نتصور؛ فالمصريون والفرس وغيرهم من الشعوب القديمة غيَّروا دياناتهم، لكنهم لا يزالون يحتفلون بالطعام الذي كانوا يتناولونه في أعياد دياناتهم البائدة حتى الشعوب الأكثر حداثة صارت لها تقاليدها الأمريكيون، من يعرف منهم طريق الكنيسة ومن لا يعرفه، لا يتخلفون عن اجتماع العائلة حول الديك الرومي في عيد الشكر
وسيظل وقت الطبخ وتناول الطعام وقتًا للحكاية، وسيظلان معًا أهم مقوِّمات التماسك الاجتماعي لدى أية جماعة بشرية، والعكس بالعكس؛ فقد جاء الساندويتش ومطاعم الوجبات السريعة تفسيرًا مطبخيًّا لمعنى الفردية، وتظل المواجهة بين المائدة والساندويتش تعبيرًا عن الصراع بين القديم والجديد؛ بين التمسك بالتقاليد والانعتاق منها.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب