وكذلك شأني في كلِّ شيء
فالمال أنفِق منه الموجودَ كثر أم قلَّ، ولا أطيق أن يبقى منه شيء، كأنما يتعبني حملُه أو أجد له وخزًا، بل أنا أحسُّ له في كفي حِكاكًا يذهب متى أفنيتُه، ثم أقعد کاسفَ البال..
والكتبُ أقرؤها وهمِّي أن أفرغ منها وأطويها، لا أن أعيَ ما فيها، فإذا رأيتُ موضوعها يمسكني ويرغمني على التمهُّل غالطتُ نفسي ووثبتُ إلى آخر صفحة، وقلت معزِّيًا نفسي: ستنسى ما قرأتَ على كل حال، فقد ابتلاك الله بذاكرة ليس أخونَ منها ولا أغدر، فافترضْ أنك قرأتَ وأزعمُ أنك نسيت! وأرمي الكتاب أو أضعه على رفِّه، ولكني أظلُّ بعدها أرمقه مجذوبًا إليه كلما مررتُ بمكانه، حتى يضجرني هذا الحنينُ المُخامِر، فأتوكَّل على الله، وأسأله الصَّبر، وأتناول الكتاب مرَّة أخرى.
العمر الذاهب : رحلة المازني المعرفية > اقتباسات من كتاب العمر الذاهب : رحلة المازني المعرفية > اقتباس
مشاركة من سُمية
، من كتاب