ويستوي عندي الآن أن تكون الغرفة خاليةً ساكنة، وأن تكون كالسُّوق القائمة كلَّها ضوضاء؛ فإن في وسعي أن أنصرف عن الضَّجَّة، وأن أحصر التفاتي في عملي بحيث لا أسمع ما يدور حولي من اللغط بالغًا ما بلغت ضجَّته، وما دام الذين حولي لا يوجِّهون الكلام إليَّ ولا يطلبون مني المشاركة في الحديث فإن لغطهم لا يعطِّلني ولا يُحْدِث لي أيَّ تعويق، لا في عملية التفكير، ولا في صَوغ العبارة عمَّا أريده؛ لأن انصرافي عنهم يكون تامًّا، فكأنهم غير موجودين.
دام
العمر الذاهب : رحلة المازني المعرفية > اقتباسات من كتاب العمر الذاهب : رحلة المازني المعرفية > اقتباس
مشاركة من سُمية
، من كتاب