بقي الحُلمُ هو الفن المخلِّص لفؤاد آنذاك، في النوم واليقظة، إذا استطاع إليه سبيلًا ولعلَّه الفن الوحيد المُخلِّصُ لذاته فقط، لا ذلك الواعي، بنفسه وبالآخرين، المستميت في البحث عن جمهورٍ خارجه واستعراض مهاراته، بل المستغني عن العالمين، يُولدُ ويعيش حياته القصيرة ثم يتبدَّد كأن لم يكن، ولا يشعر به أحد غير نفسه، هو منتجه الوحيد ومُستهلكه الأوَّل والأخير، وليس العالَم كله إلَّا مادة مُحتَمَلة لألعابه، يُنسَى ما إن يفيق الحالمُ ويغسل وجهه ليبدِّد قناعَ النوم ويستعيد قناعَ اليقظة ويواجه الكابوسَ اليومي المتكرِّر مِن جديد.
كل يوم تقريباً > اقتباسات من رواية كل يوم تقريباً > اقتباس
مشاركة من Mohamed Ibrahim
، من كتاب