إن نص يوسف إدريس في حق السادات يتجاوز النقد السياسي غير الممنطق، والاختلاف في الرأي وإن كان لا يستند لفكرة قوية، ويتسع ليصل إلى مستوى التخوين، والسب، ونفي الصفات الأخلاقية الحسنة، وهو ما يتجلى بوضوح في الفصل الأخير من الكتاب والذي يحمل عنوان " الخيانة مرتبة أعلى"، إذ يشير فيه إلى أننا لو راجعنا كل أفعال الرجل لانتهينا إلى أنه يفتقد لأي مراجعة يقوم بها الضمير، وإنه لا يخاف من أحد حتى الله، وأن خوفه هو خوف على النفس والذات والثروة. بل إنه يرى أن اختيار عبد الناصر، السادات نائبا له هو اختيار أوعزت به الاستخبارات الأمريكية عن طريق مستشاريها الذيت كان يحتل بعضهم أمكنة قريبة من صانع القرار، ولعلمهم بقلة شعبيته وهوان شأنه، وكان عند حسن ظنهم. "ففي أقل من أربع سنوات كان اتجاه مصر الثوري قد صفي تماما لمصلحة أمريكا ومن معاداة الاستعمار إلى التسليم الكامل له.. وأفقنا جميعا لنجد مصر قد دحرجها السادات وعصابته إلى مستنقع مجاري لا مكان لرجل نظيف أو عمل نظيف أو تصرف سوي فيه."
ضد التاريخ: تفنيد أكاذيب السلطة وتبديد أوهام الشعب > اقتباسات من كتاب ضد التاريخ: تفنيد أكاذيب السلطة وتبديد أوهام الشعب > اقتباس
مشاركة من مصطفى عبيد
، من كتاب