#الناجي.

محمد الزين محمد الخليفة.

_______________

قرأت الرواية لمرة ومرات، غاية الامتاع والاشباع ؛ لأن الكاتب قد صوَّف الرواية.

لقد ابتكر الكاتب طريقة مزدوجة لتقنية [ Flash Back ] في الرواية الحديثة، وذلك من خلال الانتقال الزمني في فصول الرواية والاعتماد على السرد القصصي أحياناً والتصويري في الغالب، وإن هذا التنوع الفني قد أسبغ على الرواية عذوبة وجمالا.

المادة الأدبية حافلة بالقِيَم والطهر والروحانية، تسوقك الى المحاريب والقباب حافياً خاضعاً لتقتبس من فيوضاتها النورانية وملتمساً من الخيرات والبركات. ولعل براعة الكاتب وقوة شخصيته نجحت في توظيف الأدب العالمي لطرح الأفكار النافعة في الدين والدنيا وتبصير الناس بخبايا وأسرار أهل البصيرة وهذا ما أعنية ب [ تصوّف الرواية ] وليس أسلمتها فحسب. ومن أعجب ما قرأتُ أن الكاتب يزود القاريء بشيء من أسرار القرآن والحروف خاصة في قصة ذهاب الشيخ إلى السيد [ عابدين ]. وأيضاً في سر الفكاك ( يا لطيف ) . . .

نبي الله الخضر، طوق النجاة في كل الأزمنة، حدثنا عنه عبقري الرواية العربية في [ عرس الزين ] وحدثنا عن سمته وصلاحه ووقاره وعلاقة الطيبة ب[ الزين ] وغيره من أهل البلد.

والكاتب في [ الناجي ] يذكر نبي الله الخضر بذات القدسية، ففي ومضة قد خرج بعد أن شهد صلاة الجمعة وعاد الشيخ المريض وذهب إلى حيث لا يدري أحد.

العمل فلسفي بحكمة، تلك الفلسفة الراشدية المستقيمة التي تعالج مفاهيم العامة وتدواي جراح النفوس وأمراض القلوب.

قصة إدريس الراعي ملمح من الحياة اليومية وتحذيرٌ من ضعاف النفوس وعواقب الأمور.

ذكر المؤلف في الخاتمة أن ما ورد في الرواية وقائع حقيقية قد قصها عليه الرجل الصالح الشيخ الناجي. وإن خير الأحداث أصدقها وما خالط الصدق شيئاً إلا لذّ وعذُبَ.

أراهن على هذه الرواية أن تنافس على أكبر الجوائز الأدبية!

___________

أطيب الأمنيات صديقي محمد الزين.

شكراً #إبهار

بقلم: محمد أبوالقاسم شدو