وحده مولانا من كان مشغولًا بأطفال الشوارع، هذه الكائنات المسكينة التي تنبذها الطبيعة، وتنزلها الحكومات منزلة أعقاب السجائر على الأرصفة كان يحنو عليهم ويجتذبهم إلى العمل تحت خيمته قبل أن تتكفل أحذية المارة بسحقهم وتفتيتهم في البدء يرمي لهم طعمًا على هيئة نظرة تفيض رحمة، وابتسامة مطمئنة تتبعها صدقة، ثم يجلبهم إلى الخان من أجل تناول الطعام أو المبيت ليمسوا في النهاية قطيعًا يدمن الطاعة «هذا خان الرحمة، منزل الفقراء وأحباب اللّٰه، أهلًا بك في أي وقت، بُني» ـــ خلطة سرية تجعل الفقير خاتمًا بإصبعه وجنديًا يحركه على رقعة الليل كيفما يشاء.
حجر السعادة > اقتباسات من رواية حجر السعادة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب