.. تنقلب التحالفات داخل الكليّة تبعاً لتغيّر الطقس السياسيّ في البلد . فإذا تغيّر مزاج زعيم الطائفة يتغيّر مزاج آلاف الطلاب في الإتجاه نفسه . من قال أنَّ الجامعات تخرّج قادة المستقبل لم يكن حتماً يقصد لبنان . في لبنان تكرّس الجامعات الهويّة الطائفيّة للطلاب و تؤمّن لهم مسرحاً للتنافس الذي قد يتأجج إلى حد التضارب بالسكاكين . و يسارع الفريق الفائز إلى الإحتفال أمام قصر الزعيم الذي يتباهى إعلامه بالإنجاز العظيم . أما من يشاء من الطلاب التمرّد على هذا الواقع ، فليس له سوى خيار المقاطعة و العزوف . لا مكان للمتمرّدين على خريطة صنع القرار ، إلا إذا استثنينا بعض المشاغبين الذين ينتقلون إلى الضفة الأخرى ، لأسباب غير مبدئية غالباً ، بل لأنهم يبحثون عن فرصة أفضل ، و يدركون أن لا مكان لهم بين المحظيين السائرين على نهج الزعيم ..
إعصار بالتيمور > اقتباسات من رواية إعصار بالتيمور > اقتباس
مشاركة من مهدي زلزلي
، من كتاب