.. كانت حواراتنا عبر "الفايسبوك" و "الواتس آب" و "الفايبر" و "التانغو" و "السكايب" قبل ذلك ، عابرة للقارات و المحيطات ، و كانت بمثابة إدمان حقيقيّ ، و كنتِ دائماً تسألين : "متى سنلتقي ؟ فأنا أثق كثيراً بلغة العيون" .. فهل تسجّلين لي أنني لم أدعكِ تنتظرين هذا اللقاء أكثر من بضعة أسابيع ؟
تراني كنت مستعجلاً مصيري التعس ؟ أم أنني لا أجيد التعامل مع الأقدار ؟ أم أنّكِ كنتِ أبرع مني في هذه اللعبة ؟ أم أنّكِ مثلي ، تخسرين من يريدكِ و تتمسكين بمن لا يريدكِ ؟
إعصار بالتيمور > اقتباسات من رواية إعصار بالتيمور
اقتباسات من رواية إعصار بالتيمور
اقتباسات ومقتطفات من رواية إعصار بالتيمور أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
إعصار بالتيمور
اقتباسات
-
مشاركة من مهدي زلزلي
-
.. تنقلب التحالفات داخل الكليّة تبعاً لتغيّر الطقس السياسيّ في البلد . فإذا تغيّر مزاج زعيم الطائفة يتغيّر مزاج آلاف الطلاب في الإتجاه نفسه . من قال أنَّ الجامعات تخرّج قادة المستقبل لم يكن حتماً يقصد لبنان . في لبنان تكرّس الجامعات الهويّة الطائفيّة للطلاب و تؤمّن لهم مسرحاً للتنافس الذي قد يتأجج إلى حد التضارب بالسكاكين . و يسارع الفريق الفائز إلى الإحتفال أمام قصر الزعيم الذي يتباهى إعلامه بالإنجاز العظيم . أما من يشاء من الطلاب التمرّد على هذا الواقع ، فليس له سوى خيار المقاطعة و العزوف . لا مكان للمتمرّدين على خريطة صنع القرار ، إلا إذا استثنينا بعض المشاغبين الذين ينتقلون إلى الضفة الأخرى ، لأسباب غير مبدئية غالباً ، بل لأنهم يبحثون عن فرصة أفضل ، و يدركون أن لا مكان لهم بين المحظيين السائرين على نهج الزعيم ..
مشاركة من مهدي زلزلي -
.. التمرّد ثقافة قائمة بذاتها ، هو فلسفة البحث عن الذات في الذات ، البحث عن الغير في الذات ، و البحث عن الذات في الغير . التمرّد يبدأ عندما تسأل نفسك عن معنى وجود أشخاص حولك يسلّمون بالحقائق التي تولد معهم أو تورثهم إيّاها مجتمعاتهم ، و ينتهي عندما تساكن القناعة و تستسلم للواقع كما هو . التمرّد يستولد فيك الرغبة بالبحث عن الصفات القياديّة و الثوريّة ، و عندما تبدأ بالتذمّر من إيمان أهلك و أقاربك و جيرانك بأنّ الله قد خصَّهم بالإنتماء إلى فكرٍ معيّن هو الصَّحيح من دون سائر الأفكار و المعتقدات الأخرى في هذا الكون الفسيح ، يربّت التمرّد على كتفك ، ثم يدفعك بقسوة للمضيّ قدماً قبل أن تتكاسل و ترتضي لنفسك أدواراً رسمها لك غيرك قبل أن تبصر النور .
التمرّد على الواقع لا يقودك بالضرورة إلى رفضه بالكامل ، و لكنه قد يؤمّن لك فرص تطويره و تحسينه ، عبر الإحتكاك بأفكار الآخرين و أساليبهم . التمرّد على النفس هو أحد الأبواب المهمّة للإرتقاء نحو مفاهيم جديدة ، فإذا كنت مقتنعاً أنَّ ما حولك يكفي للوصول إلى الحقيقة الكاملة ، فكيف تتحاور مع الآخرين و تتعرَّف إلى أفكارهم المختلفة ؟!
مشاركة من مهدي زلزلي -
.. حين استيقظت على رنّة الرسالة النصيّة التي أرسلتها لي سماح ، كنت أظنّ أنَّها تشكرني على باقة الورود التي سبق أن أرسلت إليها مثلها في عيد ميلادها . كانت المناسبة هذه المرّة عيد العشاق ..
قرأت رسالتها و أنا غير مصدّق : لا شكّ أنَّك سعيد باستشهاد الرئيس رفيق الحريري .. أنتم كلكم سعداء .. أكرهكم !
كتبت رسالتها بانفعال واضح ، و لم تجب على اتصالاتي . كانت قد حسمت قرارها و انضمّت إلى القطيع . حسمت خيارها و صنفتني في عداد قطيع آخر !
.. إنَّ التحوّلات الكبرى يلزمها دم من فئة "شخصيّة مرموقة" .. يلزمها قربان برتبة زعيم .. يلزمها عواطف تتأجج و حوادث تتراكم و قطعان تصطفّ .. فهل خفي كلّ هذا عن شعب فقير ليتطوَّع و يتحمَّل كلّ ويلات هذا العالم الجشع ؟
إنَّ كلّ عوامل التشنج التي سادت العالم في أوائل القرن العشرين لم تكن كافية لاندلاع الحرب العالميّة الأولى . كلّ الأطماع الإقتصاديّة و الماليّة لم تكن لتبرر إطلاق الرصاصة الأولى .. لا شيء يبرر مثل هذه الحرب إلا مثل ذلك الدم ، فكان دم ولي عهد النمسا فرديناند في العام 1914 هو الشرارة الأولى .. "استضعفوه فوصفوه" .. لماذا لم يكن القربان ملك انكلترا مثلاً ؟!
مشاركة من مهدي زلزلي -
.. غيَّرت سماح رقم هاتفها هذه المرة كما غيَّرت مكان عملها في السابق . إنَّها لا تجيد سوى لعبة الهروب .. هربت قبل ذلك و لم تشفَ مني ، و لن تشفى بهروبها اليوم مني .. في الحبّ لا تفيد المواجهة و لا يفيد الهروب .. لا تفيد المقاومة و لا يفيد الإستسلام .. الحبّ يشتعل دون أسباب وجيهة و ينطفئ دون أسباب واضحة .. و كلما حاولت أن تتعامل معه بالمنطق سخر منك و فجَّر فيك براكين من الأشواق تجرفك إلى حيث لا تدري !
مشاركة من مهدي زلزلي -
.. لقد وضَعَتْ لي هدفاً جديداً في حياتي و هو أن أستحقّ صداقتها ، صداقة لا أملك إلا أن أكتفي بها .. و لكن كيف يكتفي الربّان بإدارة محرك سفينته دون أن يمخر العباب ؟ كيف يكتفي العازف بحمل العود دون أن يداعب الأوتار ؟ كيف يكتفي الصائم بإعداد طعام الإفطار و لا يتذوّقه ؟
هي أيضاً تريد أن تشفى من هذا الحبّ .. و عليَّ أن أوفّر لها المناخ الملائم للشفاء . سأكون الطبيب المداوي و العليل السقيم في آنٍ معاً .. سأكون قاتل هذا الحبّ و قتيله ، فهل رأيتم قتيلاً يقتل ؟
مشاركة من مهدي زلزلي -
.. و أنتَ تطارد حلمك المستحيل ، هل فكَّرت أنّك حلمي المستحيل ؟ و أنت تبحث عنها ، هل فكَّرت أنني أبحث عنك ؟ و أنت تحبّها ، هل فكَّرت كم أحبّك ؟ و أنت تتعذب لأجلها ، هل فكَّرت كم أتعذب لأجلك ؟ أعطني رقم هاتف هذه الفتاة المحظوظة لأقول لها كم هي مخطئة بحقّ نفسها و حقّك . لأقول لها اتركي الدنيا و أمسكي بيده .. و لكن مهلاً ، لمَ لا أقول هذا الكلام لك ؟
مشاركة من مهدي زلزلي -
لماذا أبشر نفسي بحبّ مستحيل ؟ أليس أجمل ما في الحبّ أنّه لا يحمل عناوين واضحة ؟ ألا نبحث عنه في ظلال الغمام و في لحظات الغروب و في عيون العواصف ؟ هل سبق لنا أن قلبنا أوراق الروزنامة لتحديد موعد ولادة حبّنا المقبل ؟!
مشاركة من مهدي زلزلي
السابق | 1 | التالي |