.. حين استيقظت على رنّة الرسالة النصيّة التي أرسلتها لي سماح ، كنت أظنّ أنَّها تشكرني على باقة الورود التي سبق أن أرسلت إليها مثلها في عيد ميلادها . كانت المناسبة هذه المرّة عيد العشاق ..
قرأت رسالتها و أنا غير مصدّق : لا شكّ أنَّك سعيد باستشهاد الرئيس رفيق الحريري .. أنتم كلكم سعداء .. أكرهكم !
كتبت رسالتها بانفعال واضح ، و لم تجب على اتصالاتي . كانت قد حسمت قرارها و انضمّت إلى القطيع . حسمت خيارها و صنفتني في عداد قطيع آخر !
.. إنَّ التحوّلات الكبرى يلزمها دم من فئة "شخصيّة مرموقة" .. يلزمها قربان برتبة زعيم .. يلزمها عواطف تتأجج و حوادث تتراكم و قطعان تصطفّ .. فهل خفي كلّ هذا عن شعب فقير ليتطوَّع و يتحمَّل كلّ ويلات هذا العالم الجشع ؟
إنَّ كلّ عوامل التشنج التي سادت العالم في أوائل القرن العشرين لم تكن كافية لاندلاع الحرب العالميّة الأولى . كلّ الأطماع الإقتصاديّة و الماليّة لم تكن لتبرر إطلاق الرصاصة الأولى .. لا شيء يبرر مثل هذه الحرب إلا مثل ذلك الدم ، فكان دم ولي عهد النمسا فرديناند في العام 1914 هو الشرارة الأولى .. "استضعفوه فوصفوه" .. لماذا لم يكن القربان ملك انكلترا مثلاً ؟!
إعصار بالتيمور > اقتباسات من رواية إعصار بالتيمور > اقتباس
مشاركة من مهدي زلزلي
، من كتاب