تكونت لديه قناعة مهمة منذ كان شابًّا، الشتاء محبب لمن يقدر عليه، تدفئة مركزية وغطاء ثقيل، مشروب ساخن تتصاعد منه الأبخرة زكية الرائحة تدفئ الروح نفسها داخل الجسد، تدغدغ الحواس وتنشر الخدر في الأطراف المضمومة حول حبيب يشع دفئًا هو الآخر، هذا هو شتاؤهم لا شتاء الفقراء، الآخر مختلف تنهال منه الأمطار من أسقف البيوت المشققة، لا أغطية ولا تدفئة إلا الأجساد المتلاحمة، الشفاه مزرقة، الأطراف متيبسة من الصقيع الحارق، فالبرد يحرق مثل النار أو أشد قسوة.
مشاركة من Mohamed Gaber
، من كتاب