طالَتْ دقائقُ الصَّمت. لم يُبارح "ذيب" موضعَه. لم يكُن الصَّمتُ يُحاصِرُهما وحدَهما باستبدادِه وقسوتِه، بل كان يلفُّ "عمّان" كلَّها. لا صوتَ يجيءُ من الخارج، حتى إنَّ السَّيَّارة الَّتي تحملُ الميكروفونات على ظَهرها لم يعُد يُسْمَع لها صوت، وكأنَّها اكتفَتْ بما فعلَتْهُ وبما زرعَتْهُ من خوف. ظلَّ الرَّاديو راضخًا لقانونِ الخَرَس الَّذي أصابَ كلَّ شيء. بقيَ متحجِّرًا.. لا كلام، لا بلاغات عسكريّة جديدة، ولا أغنيات.
"اطْفِي الضَّوْ".
ليلة واحدة تكفي > اقتباسات من رواية ليلة واحدة تكفي > اقتباس
مشاركة من جعفر العقيلي
، من كتاب