كانت تشعر أنها في السماء فعلًا، كأنها في الجنة، في مدينة تخصهما وحدهما، لا يعرفها سواهما ولا يمشي فيها غيرهما ولا تتابعهما نظرات الناس المتطفلة واللزجة تتمشى معه بين غابات كثيفة، وصوت مياه قادم من مكان بعيد طوال الوقت، ربما كان شلالًا سريًّا يصب تحت وسط البلد فكرت أن تذهب إلى أسفل سينابون فربما تجد هناك شجرة قرفة عملاقة، تمده بالطعم اللذيذ، أما إذا مرت أسفل مقهى زهرة البستان فربما وجدت مقابر جماعية لزبائن المقهى القدامى العالقين فيه من زمن، وأسفل «عمارة الإيموبيليا» لا ريب أنها ستقابل ليلى مراد ونجيب الريحاني يحاولان إكمال فيلم «غزل البنات»، وربما صادفت محمد فوزي يبحث عن المصعد ليعود إلى شقته، وأسفل صيدلية الإسعاف ستجد مخزنها السري الذي تخفي فيه آلاف الأدوية المختفية من السوق.
ملحمة رأس الكلب > اقتباسات من رواية ملحمة رأس الكلب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب