كانت أكثر زيارة للحديقة استمتعت بها في حياتها، وقف أمام كل حيوان وحكى لها أسرارًا لم تكن تعرفها عنه، للحظة تمنت أن تكون جزءًا من هذا العالم الواضح الصريح، حيث الشر واضح تمامًا، والخير واضح تمامًا الأرنب ليس أكثر من أرنب، والقرد لا يهتم سوى بالفول السوداني والفيل واضح تمامًا في كونه فيلًا عالم بلا نفاق ولا رياء ولا أقنعة ولا محاولات للالتفاف للسيطرة والبحث عن المال والجاه هل لهذا أحبته؟ توقفت للحظة، لحظتين، ثلاثًا، عشر لحظات، بينما هما يسيران أمام قفص الأسد، حتى إنه التفت إليها متسائلًا، فهزت رأسها وهي تخفضه إلى الأرض بأن لا شيء هناك لكن الحقيقة أن ثمة شيئًا وألف شيء لماذا أحبته؟ هل أحبته لذاته أم لأنه جزء من عالم الحيوان؟ شردت منه أكثر من مرة خلال الحوار، ارتبكت وهي تحاول أن تجيب عن السؤال دون جدوى.
كانت تدرك أن هذا اليوم فاصل في حياتها. فأمام قفص الكلاب، وهو يحدثها عن غرائب هذا العالم، فاجأها بمأساته الكبيرة.
ملحمة رأس الكلب > اقتباسات من رواية ملحمة رأس الكلب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب