وكل ما حلمت به لبنى أن تملك مقشة، مقشة واحدة يا رب تعود بها من جامعتها كل مساء، تضعها في جراج العمارة، تطلب من عم سعيد البواب أن يلمعها و«يطوِّقها»، وفي صباح كل يوم تذهب بها إلى الجامعة، لا تحتاج أن تنتظر في موقف الحافلات وتتحمل سخافات المعاكسات اليومية، لا تضطر أن تأخذ «سويفل» أو «كريم باص» لأن ميزانيتها الصغيرة لا تتحمل أن تفعل هذا كل يوم، لا تضطر أن «تلم الأجرة»، أو تسمع العبارة المعتادة «الكنبة الخلفية أربعة» ولأنها ساحرة، ستحول المقشة عندما تصل الجامعة إلى مظلة صغيرة، ترفعها فوق رأسها ـ صيفًا وشتاء ـ ويمكن بقدرات سحرية صغيرة أن تحولها إلى بالون، تصعد به إلى أعلى لتراقب الشوارع أو براشوت لتهبط وتعيش فوق الأسطح التي تعجبها، خاصة تلك المزروعة بالورد، أو حتى تجلس فيها حين تتعب من رفع يدها، وتطلب منها أن تعود بها إلى البيت.
ملحمة رأس الكلب > اقتباسات من رواية ملحمة رأس الكلب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب