والآخَر في القاهرة، أسلحة أخرى تبدو خفيفة، لأنها لا تُصدر أصواتًا مزعجة لكن الكل يسمعها بوضوح، لا تُميت بل تُحيي، لا تهدم لكنها تبني، لا تُدمر لكنها تصيب الأهداف بدقة وبراعة، لا تُخيف وإنما تبث الطمأنينة، لا تُشعل النيران
لكنها تشعل الأفئدة، لا تسير في الظلام بل تعيش في النور، يراها العدو بوضوح لكنه لا يستطيع قتلها، أو إسكاتها رغم أنه لا يمكن إخفاؤها؛ لأن قوتها في ظهورها تلك الأسلحة ليست أكثر فتكًا، لكنها أكبر أثرًا، وأشد تأثيرًا، وأبقى سيرة، وأطول عمرًا، وأكثر عمقًا، ولا يمكن أن تصل إليها طائرات العدو، ولا مدفعيته الثقيلة مهما بلغ مداها، ولا أحد يمكنه إبطال مفعولها، أو النيل منها، أو ضربها، لأنها أسلحة لا تضرب الوجوه، وإنما تصيب القلوب، وتسكن الوجدان، وتصنع البهجة والأمل.
شيء من الحرب: الجزء الأول: السلاح السري > اقتباسات من كتاب شيء من الحرب: الجزء الأول: السلاح السري > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب