لم أكتب كتابا في التاريخ بل رواية ولكنني ككل رجل كاتب أو امرأة كاتبة أطمع أن أتدخَّل في التاريخ أريد للحكاية أن تصبح ذاكرة ووعيًا وحسًّا وانتباهًا وخبرة أريد أن تصبح الطَّنْطورَة على سبيل المثال أليفة كأننا أمضينا طفولتنا على شاطئ بحرها وأكلنا من صبارها ولوزها الأخضر في موسم اللوز والربيع وأريد لصيدا القديمة وبيروت والمخيم التي قد لا يكون معظمكم زارها أن تنتقل إليكم وتصير منكم ببحرها وزواريبها وشمسها وظلها وحكاياتها وكذلك بيروت بحربها وسلامها وبحرها الأليف والدم المسفوك في شوارعها ومخيماتها. هذا ينجزه الخيال الموثق. عبارة غريبة. أقصد الخيال الذي يجمح كما يعن له وإن تجذر دائما في وعي الحقائق والوقائع والتواريخ.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب