قلت صادقا إنني عشت في يوم 11 فبراير فرحة تكفي عشرة أعمار، لا عمرا واحدا، أيقظ انتصار الثورة في نفسي آمالا ذوت، أو أوشكت، في أن أرى فيما تبقى من حياتي مشرق نور بعد سنوات الظلام الحالك الذي أطبق على مصر وطال أمده.. ويظل فرحي يتجدَّد بلا انقطاع وأنا أعايش لحظات المجد التي صنعت تلك الثورة: صوت الميدان الهادر،. وصورته إذ تصنع ملايينه دائرة زهور عملاقة. دبابات الجيش يعتليها الكبار والصغار ويعانقون جنودها بمحبة أما حين أصل إلى اللحظة التي يرفع فيها الضابط الكبير يده بالتحية العسكرية لذكرى شهداء الثورة فإن قلبي يرتجف لجلال اللفتة، ولأنني أرى الوجوه الناضرة لهولاء الشبان الأبرار الذين دفعوا بدمائهم الزكية ثمن حريتنا. لا تغيب عن عيني صورهم المعلقة على الجدار أمامي والمحفورة في قلبي.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب