وإذا كنت أتعرَّض لنجيب الرِّيحَاني من زاوية محددة، وهي السيرة الذاتية التي تركها لنا، أو هكذا زعم ناشروها بأنها سيرته الذاتية، ولكنني وجدت أن تلك السيرة ليست حقيقية، ولكن تم تزويرها، وتم حذف وإضافة وتركيب وترقيع أحداث كثيرة فيها، وتم تصوير نجيب الرِّيحَاني بطريقة ليست لائقة، هزلية، وربَّما معادية له، من المستحيل أن يكون هو واضعها، بشكل حاسم، فليست شبيهةً بمسألة الوضوح كما ذهب طه حسين في «الأيام»، أو قريبة ممَّا كتب د لويس عوض في «أوراق العمر»، أو تتقاطع مع ما اعترف به وكتبه محمد شكري في «الخبز الحافي»، ولكننا -في سيرة الرِّيحَاني- نجد شخصًا آخرَ تمامًا، لا يمُتُّ بِصِلَة كبيرة أو صغيرة بنجيب الرِّيحَاني، وأظنُّ أن هذا الحديث سوف يُثير ثائِرَةَ المؤرِّخين الذين استقرَّت قناعاتهم على دقَّة هذه السيرة، أو المذكِّرات، التي نُشرت في كتاب الهلال عام 1949،
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب