كانت (يناير) خطًّا فاصلًا في حياتي، حلمتُ بوطنٍ واعد، تركتُ من أجله بلاد النور، عدتُ وحدي لأنشر الحرية في بلدي الأم، ولم يستمر الحُلمُ طويلًا، فالشياطين لا تسمح بميلاد الأحلام، هناك، في محمد محمود؛ تناوبوا الضرب على قريبتي، تحرشوا بها حتى تورمت ونزفت، ولما انسدَّت الانفراجة تملكَّني الاكتئاب وتناولت المُسكِّنات، أيامٌ كنتُ فيها دائمة التردد على عيادات الأطباء دون جدوى، هربتُ إلى اليوجا، أملتُ التخلص فيها من الطاقة السلبية، تخلصتُ وسرعان ما كانت تُعاودني مجدَّدًا.
كنتُ أتوقُ إلى ميلاد جديد ينتشلني من حياة بائسة، ويُرمم جدارات روحي، في جامع السلطان حسن قابلتُكَ يا شيخي لأول مرة، ذهبتُ لمعاينة الموقع لعمل إنتاجي محتمَل وكُنتَ هناك مُحاطًا بشباب وفتيات في حلقة علم، سمعتُكَ عن قرب تتحدث عن سنّة التدافع والفتن والابتلاء، وأن المرء يُمتحَن في ما يظن في نفسه ويدَّعي، امتعض وجهي لما عرجتَ على أحداث البلاد، سرعان ما انفعلتُ واقتحمتُ مجلسك أُقاطعك وأحتدُّ عليك، اتهمتُكَ بأنكَ لا تفهم شيئًا فأنت لستَ مصريَّا بالأساس، وأن لا صوت يعلو فوق صوت الثورة، أذكرُ جيدًا أني أثرتُ استياءً بين الحضور البادي عليهم سمت الالتزام، وبدوتُ أنا غريبة بينهم فصرفوني بعيدًا، وأَكملتَ أنتَ مجلسك.
الراعي > اقتباسات من رواية الراعي > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب