كانت (يناير) خطًّا فاصلًا في حياتي، حلمتُ بوطنٍ واعد، تركتُ من أجله بلاد النور، عدتُ وحدي لأنشر الحرية في بلدي الأم، ولم يستمر الحُلمُ طويلًا، فالشياطين لا تسمح بميلاد الأحلام، هناك، في محمد محمود؛ تناوبوا الضرب على قريبتي، تحرشوا بها حتى تورمت ونزفت، ولما انسدَّت الانفراجة تملكَّني الاكتئاب وتناولت المُسكِّنات، أيامٌ كنتُ فيها دائمة التردد على عيادات الأطباء دون جدوى، هربتُ إلى اليوجا، أملتُ التخلص فيها من الطاقة السلبية، تخلصتُ وسرعان ما كانت تُعاودني مجدَّدًا.
كنتُ أتوقُ إلى ميلاد جديد ينتشلني من حياة بائسة، ويُرمم جدارات روحي، في جامع السلطان حسن قابلتُكَ يا شيخي لأول مرة، ذهبتُ لمعاينة الموقع لعمل إنتاجي محتمَل وكُنتَ هناك مُحاطًا بشباب وفتيات في حلقة علم، سمعتُكَ عن قرب تتحدث عن سنّة التدافع والفتن والابتلاء، وأن المرء يُمتحَن في ما يظن في نفسه ويدَّعي، امتعض وجهي لما عرجتَ على أحداث البلاد، سرعان ما انفعلتُ واقتحمتُ مجلسك أُقاطعك وأحتدُّ عليك، اتهمتُكَ بأنكَ لا تفهم شيئًا فأنت لستَ مصريَّا بالأساس، وأن لا صوت يعلو فوق صوت الثورة، أذكرُ جيدًا أني أثرتُ استياءً بين الحضور البادي عليهم سمت الالتزام، وبدوتُ أنا غريبة بينهم فصرفوني بعيدًا، وأَكملتَ أنتَ مجلسك.
الراعي
نبذة عن الرواية
شيخ ورابطة، ونقيب وخيمة، وأوراق ذات سلطان حاكمة للفكر والسلوك تدور في إطارها أحداث رواية "الراعي" بين مصر والمغرب في دار شيخ فاسد ورحاب مدرسة للعلوم الشرعية حيث يقدم الأتباع فروض الولاء والطاعة دون إعمال عقل. تغرق الفتيات في هذا الثقب الأسود الذي يصعب عليهن الخروج منه وسط ابتزاز روحي تارة وعاطفي تارة أخرى، وتشهير وتنكيل وقطع أرحام، بل قد تصل التهديدات إلى حد الاعتداء الجسدي بعد استباحة الأعراض. يتخذ الصراع في الرواية أشكالًا عدة بين فكري إيماني، وعاطفي، وآخر سياسي، فكيف ستتعامل بطلات "الراعي" مع هذا التسلط الروحي والاستغلال باسم الدين؟ كيف تنتهي الدوامة.. أبفقدان دين أو ذهاب عقل؟ هذه رواية عن ما يُسمي: Spiritual Abuseالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 144 صفحة
- [ردمك 13] 9789776793323
- دار الهالة للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الراعي
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
سبتمبر ٢٠٢١.
.
في روايتها الأولى تقدمّ حنان سليمان تجربة شديدة الثراء والخصوصية لعالم ربما لم يتم تناوله بشكلٍ كافٍ في الأعمال الروائية، ولاشك أنه لم يتم التعامل معه بهذه الكيفية والطريقة الذكية والصادقة التي طرحتها الكاتبة في روايتها، كل ذلك بالاعتماد على لغةِ عربية رصينة (يجب الإشادة بها) استطاعت من خلالها أن تعبّر عن شخصيات العمل بكل دقة، بالإضافة إلى استعانتها ببعض اللهجات المحلية سواء مصرية أو مغربية.
الراعي .. رواية تقتحم بهدوء عالم واحدة من الطرق الصوفية "السليمانية" التي تسعى في ظاهرها إلى تقريب الناس من الله وذلك من خلال جلسات روحانية وطقوس خاصة وانعزال عن المجتمع، وغير ذلك مما قد نشاهد بعضه في الكثير من الطرق والجماعات الصوفية المنتشرة في مصر وغيرها من الدول، ولكنها هنا تركز على طريقةٍ بعينها يأتي شيخها من المغرب لبسط نفوذه وسيطرته على الفتيات تحديدًا في مصر وليبيا وغيرها.
يقولون لها:
((معصية العقل أشد من معصية الجوارح، والدين غيب، ومن مسّ الطيب علق به شاء أو أبى، فانظري في نفسك، هل علق بكِ طيب، أو أننا أردنا بكِ شرًا؟ فإن كان طيبًا فاعلمي أن الشيطان يوسوس لكِ ليصدكِ عن الطريق، أو نفسكِ تراوغ لترتد، فاتهميها وتشبثي بالخيمة، أمّا إن علق بكِ شرٌ ففارقينا.
أسهلُ الفراق هكذا؟
لماذا لا يدوم أي جميل؟ تساءلتُ دومًا، علاقات هشّة وتعلق في غير محله، فأنا في وسط ملتزمٍ متدين يُرضي الله، أو هكذا اعتقدت، جديدةٌ أنا عليه لكن مُرحبٌ بي، أتيتهم قبل سنوات مفعمةً بالأمل والحماس والإشراق والأمل، أتيتهم عطشى أبحث عمن يرويني، وسرعان ما اندمجت بينهم رغم أي فروقاتٍ دنيوية ودينية، لكن حتى صُحبة الخير لم تدم، وبدلاً من أن نقتفي سراب قربٍ من الله، هوينا في سردابٍ مظلم ليس فيه باب خروج!))
فكرة جيدة ومهمة جديدة وصراع واضح ولغة متماسكة، لم يبق إلا طريقة العرض وأسلوب السرد، الذي يختاره الكاتب، الطريقة التي سيجعل القارئ مندمجًا متفاعلاً مع الأحداث والمواقف أو ربما تصده عنها بشكل كبير، فكل المواضيع والأفكار مهما كانت مهمة وقيمة يمكن أن تعرض بطريقة منفرة غير جذابة.
وكانت الطريقة التي اتبعتها الكاتبة في عرض فكرتها موفقة إلى حدٍ كبير أيضًا، فقد اختارت أن تقدمها من خلال ضحيتين/بطلتين يختلفان كثيرًا في المواقف والأفكار، ولكن جمع بينهما الانضمام لتلك الطائفة، مثلت الأولى "وفاء" صوت المرأة العاقلة الرزينة، التي لم تمنعها تربيتها غير المتدينة من الانخراط في تلك الطائفة ولكن عقلها كان حاضرًا لم يسمح لها بأن تذوب داخلهم ولا تنسحق بأفكارهم، واستطاعت أن تجد لنفسها طريقًا للنجاة، في حين جاءت "فاتن" لتمثل جانب المرأة العاطفية التي تفكر بقلبها أولاً ويقودها في البداية نحو الحب والانغماس في العلاقة العاطفية التي افتقدتها ووجدتها أخيرًا في ذلك الشيخ القدوة، ولكن ما إن تكتشف خطره وغوايته حتى تنقلب عليه لتكون سببًا في نهايته. فاتن التي:
(تعلمت كيف تصطاد رجلاً أعجبها، تتعرّض له، تطوف حوله حتى تحيط به وتحكم الشباك فلا يرى غيرها، حتى يتقدم نحو الوردة المتحين قطافها، تحجاوطه بميوعتها وتكسرها برائحة عطرهخا المثيرة، بخصلاتها الناعمة المنسلة من تحت خمارٍ مرتاح والمرسلة أحيانًا على أطراف وجهٍ مضيء كضي القمر بشفاع نضرة ممتلئة.. )
استطاعت الكاتبة أن تختزل في الرواية وتكثّف العديد من المواقف والمشاعر والأفكار بشكلٍ مدروس، لاسيما في الفصول الأولى من الرواية، فهي تشير (على الرغم من قلة عدد صفحاتها التي لم تتجاوز 140) إلى عالمٍ وتجربة ثرية لا تعتمد على خيال الكاتبة فحسب وإنما تستند ولاشك لوقائع وممارسات اجتماعية واقعية شديدة الخطورة (تشير إلى بعضها في آخر الرواية)
حينما يدخل القارئ عالم الرابطة، ويتعرّف على عددٍ من أفرادها لاشك سيكون لديه رغبة في التعرف على أفرادٍ آخرين، ربما يتمكن من خلالهم من التعرف على جوانب أخرى لتلك الرابطة، فمثلاً كنّا نحتاج أن نسمع صوت "فضيلة" التي تبدو وكأنها ذلك النوع الذي استجاب وذاب في الكيان تمامًا فأصبحت واحدة من القطيع راضية مستسلمة. كذلك فإن الفصل الأخير جاء أكثر تسرعًا في نظري، والتعريف بعدد آخر من الشخصيات فيه (الشيخ طاهر ومنير وجدي) لم يكن على مستوى الفصول السابقة، وكأن الكاتبة أرادت أن تنتهي من كل ما حكته دفعة واحدة.
والراعي وإن كانت تدق ناقوس الخطر وتلفت الانظار والانتباه إلى فئةٍ لم يتم التركيز عليها بشكلٍ كبير، خاصة أنها جماعات دينية غير مسيسة (بعد أن ضربت الدولة جماعات الإسلام السياسي) إلا أنها تلفت نظر القارئ والمجتمع أيضًا إلى كل راعٍ، وكل سلطة تتخذ من الدين أو الإعلام أو أي شيءٍ ستارًا لها لتجمع وتقمع وتمارس أدوارًا للهيمنة والاستغلال، وكيف أن من واجب كل منتمٍ إلى أي تجمع بشري مهما بدا عليه من الطهر والنقاء أن يعمل عقله ويفكّر في كل خطوة وكل توجه قبل أن ينضم أو ينجرف في التيار.
ربما تذكرنا رواية الراعي بعدد من الأعمال والروايات التي تناولت الطرق والمشايخ وعالم التصوف، وإن جاء الأمر بشكل مختلف، وتم رسم الصراع والحالة بطريقة أكثر اختلافًا، فأنا أذكر هنا رواية "أمطار صيفية" والصراع الذي دار فيها بين الروحانية والمادية، وكيف برع القرملاوي في رسم عالمه وشخصياته ليعبّر عن تلك الحالة شديدة الخصوصية فيما بدا الشيخ ذاكر طرفًا بعيدًا.
في النهاية نحن إزاء علم روائيٍ شديد التميّز والخصوصية، وشهادة ميلاد قوية لكاتبة روائية متمكنة من عالمها وأدواتها، ننتظر منها الكثير ولاشك أيضًا أن لدى حنان سليمان الكثير الذي تخبرنا به سواء في مناقشة الرواية، أو في أعمال روائية وأدبية قادمة.
-
محمد فرخ
رواية تسلط الضوء على مشكلة متفشية في المجتمع بطبقاته المختلفه
ديننا العظيم هو دين التوحيد الخالص لرب العالمين
دين يوجهنا ويرشدنا " إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ..."
لا كهنوت ..لا طلاسم ....لا تسليم وخضوع كامل إلا لرب العالمين
الرواية دعوة للعودة إلى النبع الصافي من كتب وسنة ونبذ الخرافات والطلاسم
التحذير من الإتجار بالدين واستغلاله لتحقيق مآرب شخصية.
دعوة إلى تحكيم العقل
" ميزانكما مختل شعارة لاتناقش لأنك لا تعلم،وميزاني أنا السليم ،ناقش لتتعلم "
وتحذر " لكن هذا زمن يجب أن يحتاط فيه الناس لمن يأخذون عنهم دينهم ،فالفرق كثر وكل مدعي النجاة "
وتختمها " طوبى لمن لم يستحبوا العمى على الهدى ،طوبى لهم وحسن مآب " .
-
Shimaa Allam
#قراءات_٢٠٢٢
رواية الراعي للكاتبة حنان سليمان.
إصدار دار الهالة للنشر و التوزيع.
( الراعي ... المتاجرة بإسم الدين وجوه مختلفة و حقيقة واحدة )
رحلة جديدة و رواية تحمل من الواقع ما يصعب تصديقه ... ندخل عالم دومًا ما نظن أتباعه هم الأفضل و الأصدق و الأطهر ، نختار دربهم و نصحبهم علنا نجد طريقنا إلى الله.
هكذا بدأت وفاء رحلتها مع رابطة السُليميين برئاسة شيخها سليم الراعى و مجلس خيمتها فى مصر برئاسة نقيبها الشيخ رضوان ، فى دار ريحانة للعلوم الشرعية كان كل شئ جميلًا و مبشرًا حتى بدت بعض التصرفات غريبة غامضة ليس لها تفسير ، ليدب الارتياب فى القلب ، و تمتلئ النفس بالاسئلة .... ليكون التجاهل هو خير إجابة !!!
( - فالإجابة تأتى فى حينها و إن شرحت قبل وقتها لما التصقت بالقلب !!!
- سرعة إنكارك سذاجة و عدم الفهم ليس دليلًا على البطلان لأن فهمك معلول ، و حتى لو صح !!!
- خطأ الشيخ أفضل من صوابك ، لأنه اعلم بالله منك ، فلا يُسأل عما يفعل !!! )
هكذا جاءت الإجابات لما امتلأ به القلب من تساؤلات.
( أظن أنى فى مأمن في دائرة أصحاب الدين ، مع أرباب العمائم الأطهار الأنقياء ، و صحبة الملتزمين. لكنهم تخلوا عنى فى المحنة الأهم ، بل هم سببها من الأصل خذلونى و لم أعرف ذا مُصابٍ يشبهنى )
تلك كانت الحقيقة هم أرادوا أتباعًا كالشاة خلف الراعي دون سؤال ... فما الحل يا وفاء هل يكون الجواب بدار الراعي نفسها؟ هل تستطيع وفاء خوض تلك المغامرة؟
( ميزانكما مختل شعاره لا تناقش لأنك لا تعلم ، و ميزانى أنا السليم شعاره ناقش لتتعلم )
على الجانب الآخر نتعرف على فاتن ابنة شيخ رباها تربية صارمة ، عملت فاتن مساعدة للشيخ رضوان بعد وصوله مصر ، اغدقت عليه من المال و الوقت و حتى الشرف ... فهل اكتفى بما أخذ من هبات؟ و هل سعدت فاتن بقربها من رضوان؟
تتوالى الأحداث و تتابع بشكل سريع مركز ما بين حيرة وفاء و صدمة فاتن .... لنعرف عن تفاصيل الرابطة و شيخها و نقيبها من البداية و حتى النهاية بسرد متقن ، لغة جميلة ، تعبيرات قوية ، و تسلسل جذاب.
( الصادق فى بحثه عن الله يُعمل عقله فى نفسه قبل إعماله فى ما يجرى حوله )
رحلة جريئة مختلفة تأسر النفس ما بين تعجب و خوف ، نسجت الكاتبة خيوطها بإحكام لنعرف حكاية سلب العقول و شراء الوهم و كيف يصير الانسان كالمخدر يسمع فيطيع ، يسعى فى طريقه لله ... لكن بإشراك سواه معه !!!
-
نُهي
تجربة فريدة وثقيلة في عمل قصير جدا.
اسم الرواية :الراعي
اسم الكاتبة :حنان سليمان
دار النشر :دار الهالة للنشر والتوزيع
نبذة عن الرواية :-
الرواية تلمس قصص الاتجار بالدين واستغلال المشايخ للناس باسم الدين لتحقيق مكاسب دنيوية ، حتى يصبح الأتباع للشيخ كالشاة خلف الراعي، وكذلك تفضح الكثير من الممارسات الخاطئة في حياتنا والتعامل مع الجماعات الدينية التي لا تستغل كل شيء باسم الدين مع ان دينيا الجميل دين التوحيد لرب العالمين.
الشخصيات :-
كتبت الشخصيات بأسلوب جذاب وعبرت كل شخصية عن ما تريده الكاتبة بنجاح.
الفكرة :-
كانت قصة حقيقة لتجسيد استغلال الضعفاء باسم الدين.
الحبكة:-
صياغت الحبكة بأسلوب جذاب وسلس مع عدم فقد جزء من الرواية.
الأسلوب :-
كان اسلوب الكاتبة جذاب جعلني انهي الرواية في جلسة واحدة وبرعت الكاتبة في الوصف الدقيق للأحداث.
القصة والحوار:-
كتب باللغة العربية الفصحى .