أعرفُ كم أتعبتْكَ المرافئُ الباردةُ، يا حبيبي
أعرفُ كم رماكَ المارَّةُ بحجارة
أَدْمَتْ جبينَكَ وباطنَ قَدَمِكَ المصابة
أعرفُ كم نورسًا فرَّ منكَ
وكم نرجسةً خبَّأتْ عطرَهَا عنكَ
فتعالَ إلى كهفِنَا الذي تعرفُ
وقلْ ما يقولُهُ رجلٌ في التماعةِ السُّكْرِ الإلهيِّ لامرأتِهِ: «دَثِّرِيْني»
لأرى اسمِيَ من جديد
بأحرفٍ أربعةٍ واضحة
دَثِّرِيْني،
فقلبُكِ أصغرُ من قلبِ عصفور
وأوسعُ من نبعٍ على رأسِ الجبل
خُذينِي إليكِ مرَّةً واحدة
لأعرفَ أن الجهاتِ أربع
وأن الفصولَ أربعة
وأساساتِ بيتِ السَّكَنِ أربع
وأن للقلبِ حجراتٍ أربع، تملئينَها وحدَكِ
وأنا لن أقولَ شيئًا، يا حبيبي
سأفتحُ ذراعَيَّ لتهربَ إليَّ
تهربَ وقد حملتَ من كلِّ نوعٍ زوجان
من كلِّ نوعٍ أحببناه
ستُبحِرُ بكَ سفينتي
فيما يخرجُ الجنُّ من باطنِ الأرض
بسهامٍ من نارٍ يرموننا
يرمقُنا الرَّبُّ بنظرةِ الشَّكِّ
من عليائِهِ
ونُبحِرُ
وسنأخذُ حصَّتَنا كاملةً من اللعنات
ستُسبِّحُ الملائكةُ أن أَحرِقُوا السفينةَ
ومَنْ عليها.
أمِّي تخرجُ مُفتِّشةً العتباتِ كلَّها، البيوتَ كلَّها، عن بنتٍ اختفتْ في ليلةٍ من ليالي آذار.
فيما أمُّكَ تُشعِلُ شموعًا للأولياء،
وتبكي كأيَّةِ فلَّاحةٍ أضاعتْ ابنَهَا في العاصمةِ المزدحمةِ سأمسحُ جروحَكَ
وأضعُ يدي على ظهرِكَ هناكَ بين الفقرةِ الرابعةِ والخامسةِ، حيثُ أكلَكَ ألمُ الديسكِ لسنواتٍ وسنوات
وتألَّمتْ معكَ، يا ألمَ كمنجاتي كلِّها
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب