وربما تكون هذه الندبة التي أحملها في دمي، أصل هوسي بالوجوه، وجذر الفكرة التي لطالما راودتني حول موتي، والذي يبدو كلّما فكرت في شكله، طبيعته، ونوعه، موتاً مأساوياً، يمحو ملامح وجهي بقسوة، حتى يصعب التعرف عليّ إلا من علاماتٍ فارقة لم تحددها البطاقة الشخصية، إذا ما تمددت جسداً بارداً على سرير حديديّ يحرسه رجل شرطة. كنت أصاب بالذعر حين أبحث في مواضع جسدي عن علامة، أية إشارة تساعد أمي التي كتب الله عليها هذا القهر مرتين، ولا أجد. لن يستمر هذا الذعر طويلاً، بعد سنوات سأخفض رأسي، محاولةً إخفاء الدلالات التي كادت أن تودي بحياتي، وستدلُّ حال نهايتها عليّ، سأغطي بكفي كلّ ما تعرفه أمي عني، وكلّ ما أعرفه عن البلاد.
مشاركة من Aesha Agoz
، من كتاب