في الحقيقة لا تحدث الأمور بهذا الشكل الكاريكاتوري؛ ما يحدث هو أنك على مهلٍ تبدأ تفعل ما لا تريد، ربما بلا وعي، لتجد نفسك، ودون أن تعرف كيف، تقول بالضبط عكس ما تريد أن تقول؛ تكتب عن موضوع لا يعنيك لكنه يهم هيئة التحرير أو القارئ أو أصحاب المؤسسة الصحفية، تعرضُ لكتاب وأنت غير مقتنع به لا لشيء سوى أن ناشره الصديق أهداك إياه فتكتب عما تجد فيه من إيجابيات أو مناطق قوة ـ أو حتى تخترعها اختراعا، تُضطر إلى الكتابة عن رواية أو مجموعة قصصية لصاحب لا تريد أن تخسره فتكتب كتابة فضفاضة مليئة بالكلمات الإنجليزية والمصطلحات المعقدة دون أن تقول رأيك ـ أو تلجأ إلى الحيلة المعروفة: تكتب عن الشخص وعلاقتك به متفاديًا الكتاب نفسه، تجد نفسك مدفوعًا إلى الكتابة عن كاتب محدود الموهبة ـ لكنه مهذب ودمث لا يستحق الهجوم أو النقد اللاذع، أو كاتب ـ يؤكد الجميع أنه كاتبٌ كبير ـ في آخر أيامه، فلا تجد مبررًا للقسوة معه أو كتابة الحقيقة آه!
الغابة والقفص > اقتباسات من رواية الغابة والقفص > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب