❞ البشر دومًا يمضون إلى جهات غير معلومة. وعلى الأرجح يندمون! بمخلبه فتح نُميْر غطاء زجاجة المشروب، ثم قدّمها لمليجي وقال: - لماذا يفعل البشر أشياء يندمون عليها؟ لأسباب مبهمة، وجد مليجي في نفسه رغبة في أن يتفلسف، رشف جرعة وقال: - هكذا طبيعتهم يا صاحبي، هكذا طبيعتهم وطبيعتي، أو هذا ما أظنّه، الاحتمالات وفيرة إحصائيًّا، وانتظار المنطق من الإنسان مثل انتظار العسل من الحصان، وها أنا أمامك، بشري اعتاد أن يفعل ما يندم عليه، ويندم على ما يفعل.. وكلاهما واحد.
دون مقدّمات، خمش نُميْر على زجاج مكتبه بمخلب طويل مُشهر من أحد أصابعه، أمعن مليجي النظر إلى المخلب. قال نُمير:
- سأتجاهل أنك شخص متحاذق، لكن لن أتجاهل أن فعلك لما تندم عليه لا يساوي أبدًا ندمك على ما تفعل، هما ليسا واحدًا، وإلا بهذا المنطق ستكون «أتبوّل ما أشربه» مساوية لـ «أشرب ما أتبوّله»، وشتّان بينهما يا بشري...❝
الوصفة رقم 7 > اقتباسات من رواية الوصفة رقم 7 > اقتباس
مشاركة من Guitta SF
، من كتاب