❞ كنتُ أمكث على تلك الحال، متحجِّراً عند الخطوات الأولى من طُرُقٍ كثيرةٍ اتَّخذتُها، بروحٍ مُكتظَّةٍ بالعوالِم، أو بالحُصِيِّ، لا فرقَ ولكن لم أكن لأخالَ على الإطلاق أنَّ أولئك الذين كانوا يمرُّون من أمامي وقد قطعوا كلَّ الطَّريق، كانوا يعلمون في المحصِّلةِ أكثر ممَّا أعلم لقد مرُّوا من
أمامي، لا شكَّ في ذلك، وكلُّهم مزهوُّون كجيادٍ فتيَّةٍ لا حصرَ لها؛ ولكنَّهم بعد ذلك، في نهاية الطَّريق، عثروا على عربة: عربتِهِم؛ تلك التي رُبِطوا إليها بصبرٍ كبيرٍ، وها هم الآن يجرُّونها من ورائهم. أمَّا أنا، فلم أكن أجرُّ أيَّ عربة؛ ولم يكن لي لأجل ذلك رسنٌ ولا غِماء؛ كنتُ أرى بالتَّأكيد أكثر منهم؛ أمَّا المُضِيُّ، فلم أكن أعرف إلى أين أمضي. ❝
#واحدٌ،_ولا_أحد،_ومائة_ألف
مشاركة من محمد قاضي
، من كتاب