❞ العزلةُ لا تكون أبداً وأنتم مع أنفسكم؛ بل تكون دائماً وأنتم بلا أنفسِكم، إنَّها ممكنةٌ بوجودِ غريبٍ من حولكم فحسب: مكانٍ أو شخصٍ أيَّاً يكُن، يجهلكم كُلِّيَّاً، وتجهلونه كُلِّيَّاً، هكذا على نحوٍ تبقى معه إرادتكم ومشاعركم معلَّقةً وتائهةً في حالةٍ مُكرِبةٍ من عدم اليقين، وإذ تزولُ كلُّ يقينيَّةٍ عندَكم، يزولُ كذلك الوعيُ الباطنيُّ نفسه. العزلةُ الحقيقيَّةُ إنَّما تكون في مكانٍ يحيا في نفسِهِ ولِنفسِه، ولا يملكُ لأجلكم أثراً ولا صوتاً، وحيث الغريبُ هو أنتم.
هكذا أردتُ أن أكون وحيداً. بلا نفسي. أقصدُ من دون ذلك الأنا الذي كنتُ أعرفهُ مُسبَّقاً، أو الذي كنتُ أعتقدُ أنَّني أعرفه. ❝
مشاركة من Raeda Niroukh
، من كتاب