بلادها تتفكّك: مُحتلّةً من الشمال وتتآكلها الفوضى في الجنوب المدينة الموجودة فيها الآن، أربيل، لم تعد تريد أن تغدوَ عراقيّةً ينتظر العراقَ عمّا قريب مصيرٌ مشابه لما حصل في يوغسلافيا: بلد يتبدَّدُ سوف ينبغي أن تعثر لنفسها، هي البغداديّة، على جنسيّة أخرى بلدها يُمزّقُ مثل قماشة تُشدّ من جميع أطرافها ولكن هل وُجِدَ هذا البلد يوماً؟ هذا البلد الذي رسمه، وتصوّره، ووضع حدوده كلٌّ من تشرشل ولورانس وغيرترود بيل؟ هل كان يوماً ما يتعدّى حلماً ببلد، موضوعاً بالقوّة في منطقة تجتاحها اضطرابات مختلفة، وحركات شتّى؟ هي في بلاد الرافدين، وهذا بلد وُجِدَ بالفعل. ولربّما هذا ما يدفعها لأن ترى هذا المساء، على نحو طارئ، قلعة أربيل
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب