تحلّق الطائرة مسرعةً في سماء تركيا والعراق ويبدو لها أنّها تشعر بمئات الآلاف من تلك الحيوات التي ذَبَّحتْ بعضها على مرّ الأزمان فوق هذه البقاع ما الذي بقي من كلّ ذلك؟ تحصينات، معابد، أواني وتماثيل تُحدّق فينا صامتةً كلُّ حقبة عرفت اضطرابات مشابهة والذي يبقى، هو ما تبحث عنه ليس الحيوات، ولا المصائر الخاصّة، وإنّما ما يقدّمه الإنسان للزمن، جُزأَه الذي يريد إنقاذه من الدمار، الجزء الذي ليس للهزيمة أيُّ سلطان عليه، صنيعَه للأبديّة هذا الجزء، هو اليوم، ما يهدّده الرجال المُتّشحون بالسواد. يشهرون أسلحتهم ويصرخون بأنّهم لا يخافون الموت.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب