اليوم أخبرت زملاء لي في العمل يدرّسون النقد الأدبي، ويكتبون روايات تجارية: “أنا أكتب مذكراتي”، نظر لي أحدهم مستنكرًا: “لا.. لا.. حاسبي”. والآخر؛ صاحب الرواية التجارية، قال لي: “اكتبيها بضمير الغائب!” ظللت طول اليوم أضحك من النصيحة الأخيرة، بضمير الغائب؟! أنا أريد أن “أحضر” كما لو أنني كنت غائبة دائمًا، الحضور الكامل هو كل ما أحلم به، اليقظة، التي لا تفوت ضوءًا واحدًا في جوفي إلا حدقت فيه، حدقت فيه حتى يتلاشى، كعيون الميدوزا، لا أريد سوى أن أمسخ كل الذكريات إلى أصنام، ثم أكسرها، ثم أكنس التراب المتبقي منها، حتى ولو كنت، أنا نفسي، صنمًا من بين كل تلك الأصنام.
أقفاص فارغة > اقتباسات من رواية أقفاص فارغة > اقتباس
مشاركة من Ahmed Salah
، من كتاب