❞ وإذا كان الإدراك له علاقة باللغة، فالصمت أيضًا لغة، ولذا فهو الآخر له علاقة بالإدراك. ولنضرب مثلًا على ذلك: أقام صديق لي بضع سنوات في بلدة إفريقية، وفي أحد الأيام جاءه أربعة من أصدقائه من الأفارقة وجلسوا أمامه، ولم يتفوهوا بكلمة واحدة وبعد بضع دقائق بدأ صديقي يشعر بشيء من القلق، فسألهم عما يريدون فقالوا: «لا شيء، فقد جئنا لنكون في حضرتك»، أي أنهم جاءوا ليأتنسوا به وليأتنس هو بهم ويبدو أن في هذا المكان من العالم يعتبر الصمت في بعض اللحظات أكثر صدقًا من الكلمات. وتعلم صديقي وظيفة الصمت من الأصدقاء الأفارقة، وأصبح أكثر حكمة.. ونحن نقول في العربية: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب». ويقولون بالإنجليزية «سيلانس إز إلوكوانت Silence is eloquent» أي أن الصمت بليغ. وفي قصائد الهايكو اليابانية يؤدي الصمت دورًا يبلغ في أهميته دور الكلمات. ❝
مشاركة من أ. عبدالله حسن.
، من كتاب