وحده الجراح يقوم بأمر استثنائي لم يسبقه إليه أحد. ينكأ بالمِبضع جِلدَ مريض خامد تحت تأثير المُخدِّر, ويشقُّه فينفتق النسيج عن خيط دمٍ قانٍ ينساب خارجًا. يُوسِّع الفتحة التي أحدثها في جسد مريضه، ويُجفِّف ما انبثق من دماء، ثم يبدأ بتحسس الأعضاء الداخلية لجسد مريضه المسجَّى بمهابة وتواضُع، فيشعر حينئذ أنه خرقَ الناموس، وتخطَّى المقدسات حين لامس بمِبضعه المعدني وأنامله البشرية، خَلْقَ ربه المُبدع الذي لم يمسسه أحد قبله قط.