مهيبة هي القاهرة بالفعل، أبعاد الطُّرقات فيها، أشكال المنازل وأطوالها، أنماط سيارات الأجرة المخالفة لأنماطها في بلدتنا إصرار كل شيء على التحرُّك في عشوائية بالغة الدِّقَّة لا يمكن المساس بها، وكأنها بُنِيَت في الأصل ليستخدمها أهلها على هذا النحو اختلاف رائحة الهواء، خليط من التراب والرماد المحروق الممزوج بالندي، تتشبَّع به الذَّرَّات من حولنا، فهناك حريق قد شَبَّ أو انفجار قد دوَّى بمحطة مصر منذ شهور على ما أذكر، لعله هو ما ترك رائحة ذلك التراب المحروق، أو لعلها رائحة القاهرة كلها بشكل عام
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب