واظبت على المجيء للمكتبة يومَي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ومرتين خلال عطلة نهاية الأسبوع آتي في حالة من الرعب الشديد، ريقي جاف ونبضات قلبي تتسارع مخافة أن يكون أحد الأثرياء قد اشتراه لكنه كان دومًا في انتظاري في مكانه، الكتاب الرابع من اليسار على الرف الثالث آخذه وأتحسَّسُه برقة وأربِّت عليه بحنان ثم أجلس على هذا المقعد نفسه وأبدأ في القراءة ولما أنتهي من صفحاتي الخمسين أحتضنه بقوة وأعيده إلى مكانه. بنهاية الأسبوع الثالث جئتُ إلى المكتبة لمرة أخيرة أنهيتُ ما تبقَّى من صفحات، أغلقت الكتاب الجميل وضعته للحظات فوق قلبي قبَّلته عدة مرات فتحته مرة أخيرة وهمست بين صفحاته: - أنت الآن ملكي، وستظل دائمًا ملكًا لي أينما انتهى بك المطاف أنا أعرف أن صفحاتك ستذكر لمسات أناملي والأحضان المُحبَّة التي غمرتك بها في كل لقاء بيننا..
أعدته إلى مكانه وخرجت من المكتبة..
احتجت لحشد كل قواي حتى لا أجهش بالبكاء.».
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب