التهمت كلماته بعينيها: لم يعد بوسعي الاستماع في صمت، وعليَّ أن أحادثك بالطَّريقة المتاحة لي لقد اخترقتِ روحي بكلماتك، بحيث صار نصفي يكابد العذاب، والنِّصفُ الآخر مفعمًا بالأمل لا تخبريني أنَّني تأخَّرت كثيرًا، وأنَّ مثل هذه المشاعر الغالية انتهت إلى الأبد أقدِّم لك قلبي مرَّةً أخرى، وهو ملكٌ لك الآن، أكثر حتى ممَّا كان من قبل، حين كدت تحطِّمينه قبل ثماني سنواتٍ ونصف إيَّاكِ أن تقولي إنَّ الرَّجل ينسى أسرع من المرأة، وإنَّ حبَّه يموت أوَّلًا فأنا لم أعشق أحدًا سواك ربَّما كنت غير عادلٍ وضعيفًا ومليئًا بالمرارة، ولكنَّني لم أكن متقلِّب المشاعر أبدًا. فأنت وحدك من دفعني إلى الحضور إلى باث. ولأجلك وحدكِ، أفكِّر وأخطِّط. ألم تلاحظي هذا؟ وهل من الممكن ألَّا تكوني نجحتِ في فهم مقاصدي؟ ما كنتُ حتى لأنتظر طوال هذه الأيَّام العشرة لو كنتُ تمكَّنتُ من قراءة مشاعرك بالقدر نفسه الذي أعتقد أنَّك لا بدَّ أن تكوني قد سبرت به أغوار مشاعري بشقِّ الأنفس أستطيع كتابة هذه الرِّسالة. ففي كلِّ لحظةٍ يتناهى إلى سمعي شيءٌ ما يجعل مشاعري تفيض. تحاولين خفض صوتك، ولكنَّني أستطيع تمييز نبرة ذلك الصَّوت حتى حين لا يسمعه الآخرون. أيَّتها المخلوقة الطَّيِّبة الرَّائعة! إنَّك منصفةٌ حقًّا حيالنا. فأنت تؤمنين بالفعل بوجود الحبِّ الحقيقيِّ والوفاء بين الرِّجال. فلتؤمني أنَّه متَّقدٌ، ولا يتزعزع أبدًا لديَّ.
إقناع > اقتباسات من رواية إقناع > اقتباس
مشاركة من Enas Al-Mansuri
، من كتاب