إن أمراض العقول التي تُصيب الأفراد تُدرك قياسًا بما لدى الأصحاء، فالمرض العضوي يُعرَف بالألم، بينما المرض العقلي يُعرف بموافقة أو مخالفة ما عليه الأصحاء؛ أي أن القياس في الأمراض العقلية هو على مدى سلوك الصحة العقلية لدى الناس. الإشكالية هنا هي: ماذا لو كان السائد هو الجنون؟ مع العلم أن الناس قد اتفقوا على أن المجنون يرى غيره من الناس مجانين، ويرى أنه العاقل الوحيد، فالمشكلة إذن مركبةٌ، وتحتاج إلى عقلٍ من الخارج يحسمها.
فأين هو ذاك العقل الذي هو من الخارج، ويرضى بحكمه الجميع؟
مشاركة من Samar Said
، من كتاب