وصف رائع لحالة الزهايمر التي يعاني منها ربحي:
" مرّ أمامي وتوقف هنيهة، وضع عينه في عيني، وحدّق بوقاحة. المرأة نائمة خلفي في السرير، مكورة إلى جانبها الأيسر، تشخر بانتظام، وتحرك رجليها كأنها منزعجة لا تعرف أين تضعهما، وهل تتركهما منحنيتين كما الجنين، أم مفرودتين بأريحية، أم متعالقتين، لقد بلغت بها الجرأة حدًّا لا يمكن السكوت عليه، كيف تمادت إلى حد جلب رجل غريب إلى حجرة نومي؟ لم تكتف بلقائه في الحدائق والممرات والحجر البعيدة، ولكنه هنا يقف بصلف في حجرة نومي، يحدق بي كأني من اقتحمت حجرته، يتربص بي كلص، بالطبع هو لص، ألم يسرق زوجتي التي لم تكن لي على أي حال؟ يقف في الجدار الفضي اللامع، يستعير حركاتي ونظراتي، يرتدي بيجامة شبيهة ببيجامتي، بلغت بها الحقارة حدّ تركه يرتدي ثيابي الخاصة بالنوم، هل يعني هذا أنه كان نائمًا إلى جواري الليلة الفائتة؟ ربما، لقد وقعت في نومٍ ثقيل كأنه الموت، لا بد أنها سقتني ما جعلني أفقد وعيي؛ لتأتي بالرجل الغريب، ولكني استيقظت قبلها، ورأيته واقفًا في الجدار الفضي، يحدّق بي ويسخر..."ص255
بقعة عمياء > اقتباسات من رواية بقعة عمياء > اقتباس
مشاركة من ايمان زيادة
، من كتاب