خلال سنوات طفولتي السعيدة، كانت حياتي مثل متجر الحلويات، أحاطتني النساء من كل جانبٍ أكثر من الـ”دُنْجُوان”، ولم يكُن هناك أي خفايا للعالم الأنثوي بالنسبة لي.
وقعت قصة حبي الأولى في فصل الصيف، في فندق على أحد الجبال. كانت فتاة ذات ضفائر تُدعى “كريستينا”، وتبلغ من العمر سبع سنوات، بينما كان حبيبها يبلغ عشر سنوات؛ ذلك العجوز “أنطونيللو”.
ذات يوم، ركضت “كريستينا” نحوي، وأخبرتني باكية أن “أنطونيللو” أسقطها من على الأرجوحة. اتَّجهت للأخذ بثأرها على الفور، وسددت في بطنه لكمةً - كانت المكان الوحيد الذي توصَّلتُ إليه لأنه كان طويلًا جدًّا - أما هو فردَّ لي المجاملة بالمثل، وأمسكني جيدًا، حتى إنني أصبحتُ في يده كالمزمار.
بعد ذلك، رأيت “كريستينا” و”أنطونيللو” يلعبان معًا مرَّة أخرى على الأرجوحة، الأمر الذي آلمني بشدةٍ. عندما تأمَّلت في الأمر مليًّا، أيقنت حينها عدم قدرتي على فهم العالم الأنثوي، بل وإلى وقتنا هذا، لا أزال لا أفهمه. عزَّز وجود أُمِّي في ذلك الوقت من سرعة التِئام جراح الحب بداخلي. عقب مرور أسبوع بعد واقعة الأرجوحة الساخنة، نشب شجارٌ مرَّة أخرى بين “كريستينا”، و”أنطونيللو”، ولكن تلك المرَّة كانت لا رجعة فيها.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب