في بحر ستة أيام
أستطيع أن أعيد إليك ابتسامتك
التي أضاعها الألم
من هنا سأحاول أيضاً
أن أعيد إلى وجنتيك
تلك الورود
التي ذبلت حين فارقتك
لأشجار لا تربطها بها أي رابطة
هذا الصيف أكثر قسوة
من نهاية سيئة لرواية
كرواية العطر
ربما لو عاشه (زوسكيند)
لاعتزل الكتابة
أعرف أنك تحبين بلزاك
كما أعرف
أن مدينتي تنتهي عند حدود كفيك
في بحر ستة أيام
سأراجع الحزن
كما أراجع مذكرة بالفصل
لمجرد السير عكس الاتجاه
سأحاول أن أطمئنه أننا بخير
ولا زلنا على عهدنا معه
أن لا نبيت خارجه
خارج هذه المدينة النائية عن الأفراح
حتى لو اضطررنا إلى إغلاق هواتفنا
كي لا يستدل علينا أحد
فيغوينا بالخروج
إلى مدن أخرى
سأفتش عن ابتسامتك
لدى الباعة
والمتجولون
ربما كان الله كريماً كعادته
فيرشدني اين اختبئت
في تلك الزحمة المرعبة
ليس صعباً
ولا غريباً
أن أعثر عليها
في بحر ستة أيام
ليس مستحيلاً أن أصنع معجزة صغيرة كهذه
ففي المدة ذاتها
خلق الله ملايين الأشياء
فلا أظنه يبخل علي بشيء بسيط كهذا
وأنا قد أضعت الكثير في محبته
لا أطلب أكثر من ابتسامتك
فقط ابتسامتك
أن تنامي ولو ليلة واحدة في العام
دون ألم
أن يخجل ظهرك من دموعي
ولو ليوم واحد
دون أن يؤلمك
فقط ابتسامتك
لا أريد ذهباً
أو أشياء من تلك
التي يحلمون بها في زمن القفر
فقط أريدك أن تنامي
ولو ساعة واحدة في غياب الألم
في الشتاء الماضي
خلعت روحي
كنت تتألمين في صمت
حتى لا تضيعي علي
فرصة أن أنهي قصيدتي الجديدة
كنت تنامين كقديسة
وهبت ذاتها لتيمة الألم
كي ترفعه عن الأرض
وأنا ذاهل لا أملك إلا صمتي
يسقط الألم
لا أعتقد أن الله سيكون سعيداً
حين يتألم الناس
لا أعتقد أن الصورة
التي رسمتها لك في العام الماضي
كانت تعلم
أن هناك دمعة
قد اختفت أسفل البرواز
لا أعتقد
اختراع هوميروس > اقتباسات من كتاب اختراع هوميروس > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب