للوهلة الأولى أمراً مؤكداً في الحقيقة وهو أن مَن يثبّت الطاغية في طغيانه قلة من الرجال لا يتجاوز عددهم الأربعة أو الخمسة، أربعة أو خمسة يبقون البلاد مستعبَدةً له؛ ولطالما كان خمسة أو ستة من الرجال هم مَن يعيرهم الطاغية أذناً صاغية، يتقربون إليه من تلقاء أنفسهم أو يدنيهم هو منه ليكونوا شركاءه في فظائعه، ونداماه في لذته، وقوّاديه في شهوته، ويقاسمونه غنائم نهبه، هؤلاء الستة يدرّبون رئيسهم على أن يكون شريراً حيال المجتمع، لا بشروره وحده، بل بشرورهم أيضاً. وتحت هؤلاء الستة يوجد ست مئة تابع لهم يستفيدون منهم، ويصنعون بهؤلاء الست مئة ما يصنعه الستة بالطاغية من سوء السيرة. وتحت الست مئة هناك ستة آلاف
مشاركة من sara ssara
، من كتاب