•••
مقدار كل امرىءٍ حديث قلبه.. ابن عربي
دبت الأربعون في عروقي مثل قافلة طويلة أولها في مرسيّة وآخرها في أفق غامض لا أعرف منتهاه ؛كنت مسكونًا بهذه الصورة التي تخيّلت فيها عمري في الدقائق الأخيرة وأنا أفيق.
_ قافلة!
كل راحلة تتبع أخرى وخطام الزمن يربط بينها.
راحلة هزيلة وأخرى قوية ، راحلة تُبَاع وراحلة تشترى. راحلة مركوبة وراحلة متروكة، راحلة سوف تكمل الطريق إلى منتهاه وأخرى تسقط ميّتة وتنسى.
قافلة منهوبة لم يبقَ فيها سوى الضعيف من الدوابّ والرخيص من البضاعة.
توشك أن تنحلّ فتصبح كل سنة من عمري حكاية قصيرة لا بداية لها ولا نهاية. لا عبرة فيها ولا موعظة، ولا حكمة فيها ولا رجاء.
_ أين ضيّعت عمرك يا بن عربي؟ إذا بلغت الأربعين وأنت لا تعرف موضع قدميك من الأرض ولا موضع طريقك في السماء صارت حسرتك مضاعفة :حسرة على العمر الذي مضى بلا فائدة والعمر السائر بلا هدى ..!
موتٌ صغير > اقتباسات من رواية موتٌ صغير > اقتباس
مشاركة من رحاب الغامدي
، من كتاب