كان عاجزاً تماماً أمام مكتبته، لا يمكنه أن يغادر المكان قطعاً. لم يكن يخشى أن تضيع المكتبة فقط، أو تُدمّر أو تُنهب، فقط، بل كان يخشى أن يفقد معنى الحياة، وألّا يكون بإمكانه استعادة ما خسره. كان خوفه على حياته يعادل خشيته على تلك المكتبة. ولهذا فقد اختار البقاء، البقاء في المكان أكثر أماناً من الحركة والانتقال والسفر والتغيير، وهذه هي الذرائع التي قدّمها لمن يستطيع أن يسأله. إذ إنّ أسبابه الحقيقية سوف تبدو باهتة وحمقاء، أو مفبركة من الحكايات، أو مصنّعة في عالمٍ خالٍ من الفهم والتدبير. تخيّل أن يذكر مرة واحدة أمام أي شخص أنه لا يستطيع أن ينفصل عن كتبه؟ ماذا سوف يحدث؟ ضحكات وسخريات وهزل وتأليف طرائف عن حماقات الراضي. هكذا سيكون عنوان الكتيّب الأصفر الذي سيكتبه ساهرو الليل. يترك أميركا من أجل كتاب! ولكن تلك هي الحقيقة
حبر الغراب > اقتباسات من رواية حبر الغراب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب