ولن نجد في عشرات الحالات التي تملأ سجلات كل طبيب من أطباء الأمراض العقلية، حالة أصدق تصويرًا لهذا المرض، مما صوره لنا شكسبير في هذه الحالة. لقد مثل لنا في (أوفيليا) المريض الذي استنزفت طاقته العصبية إلى حد أصبح فيه التفكير المنطقي مستحيلًا. هي الحالة التي تندفع فيها الأفكار إلى العقل فائرة، في سرعة وشدة منهكة للقوى. وفيها تتناوب المريض ألوانًا متناقضة من أقصى حالات الحزن إلى أبعد حدود الفرح.