لقد ظلوا طويلًا أسرى آلامهم سجناء أمراضهم. وفي هذا الأسر وذاك السجن تغيرت شخصياتهم.. توترت أعصابهم، فأصبحوا يحسبون نظرات الغير لهم (إهانات) وقتلتهم سموم الغيرة والريبة حتى في أعز الناس وأقربهم إليهم، وسممتهم الأوهام التي بدت في أعينهم أصدق من الحقيقة. ولم يكفوا عن الشكوى من أوجاع غريبة مخيفة تغزو كل عضو من أعضائهم ولما كانت العلوم الطبية لا تجد أساسًا لهذه الأحاسيس، فقد كان كل ما في وسع الطبيب عمله، أن يصف هذه الأعراض بأنها وهمية وأن ما على المريض إلا أن ينساها.