ومما يزيدك ألما أنك تسأل نفسك: هل أبدو في عيون الناس غريبا كما أبدو في عين نفسي؟ إنه يخيل إليك أن جميع الناس يحدقون النظر فيك ويداخلهم الشك في أمرك وهذه الفكرة في ذاتها تزيدك خوفًا فتنسحب من المجتمعات وتتجنب ملاقاة الناس، حتى أعز أصدقائك وأقربهم إليك، خشية أن يلحظوا ما طرأ عليك من تغيير. ولذلك لا تستجيب إلى دعوة ولا تغشى حفلة أو وليمة وتقاطع الأندية التي كنت عضوًّا عاملًا فيها. وتتفادى نواحي النشاط التي كنت تساهم فيها وبعبارة وجيزة تصبح ناسكًا، منطويا على نفسك، منحصرًا في جدارها، لا تفارقها دقيقة واحدة.