واضطراب الذهن والشعور بالنقص والتحيز وأمراض الخوف بأنواعها والتطير المستمر والتشاؤم وشدة الانقباض، والميول الانتحارية ولوم النفس والشعور بالاضطهاد والانتقال من حالة الوجوم والحزن إلى حالة التهلل وفرط السرور بالتناوب، كل هذه من دلائل المرض العقلي على اختلاف درجاته شدة واعتدالًا.
كذلك الإسهال المزمن والصداع الملح وارتفاع ضغط الدم بلا سبب عضوي، وتشنج المعدة والميوعة والإغماء والشعور بالاختناق وضيق التنفس والخفقان وآلام القلب- رغم دلالة الفحص على سلامته- وتصبب العرق بغزارة وشدة الخجل وضعف الأطراف وارتعاش اليدين إلى حد لا يستطيع المريض فيه أن يمسك بفنجان من القهوة، أو يضع قلما بين أنامله وسبب هذه الأعراض بدني وعقلي معا. وهي دليل على أن المريض مضطرب الذهن، كما أنها دليل على أن وراء هذا الانحراف النفسي ضعف الطاقة في الخلايا العصبية.
فلا الراحة مهما طال مداها ولا الغذاء ولا الفيتامينات ولا العقاقير والأدوية يمكن أن تخلص المريض من هذه الأعراض بغير علاج نفساني يدرك المريض به ماهية مرضه ويقف على باطن ذاته.