لم أكن مبالغًا عندما قلت إن الذين يشكون من هذه العلل النفسية يعدون بالملايين؛ فكل طبيب في العالم يصادف حالات كثيرة مثل حالة السيدة (ب.أ.جون)، والسواد الأعظم من المرضى الذين يفدون إلى عيادة الطبيب (غير الأخصائي) هم من هذا النوع. هم الذين يشكون من علة قلبية مزمنة، رغم أن كل فحص بالجهاز الكهربائي المعروف لا يسجل أي علة عضوية. هم الذين يشكون من آلام مبرحة وغازات في المعدة وإمساك وإسهال. وهم الذين تضطرب أمعاؤهم ويختل هضمهم وتنتابهم أزمات الميوعة والميل إلى القئ والشعور بالامتلاء وفقدان الشهية، مرارا وتكرارا. وهم الذين يشكون على الدوام أن الطعام في أفواههم غريب المذاق.
هؤلاء يلازمهم الخوف كالظل، ومع ذلك لا يعرفون مم يخافون. يتألمون مما يسمونة (عصابًا قلقيًّا) Anxiety Neuros's أو من الشعور بالنقص أو غير ذلك من الأسماء. حياتهم خالية من الطمأنينة والثقة بالنفس والمقدرة على استجابة مطالب الحياة اليومية التي عليها يتوقف كيان الفرد،