من أعطاني هذي (الشنطةَ؟) من أوقعني فيها؟
لا أتذكرُ أين، ولا أبصر خلفي درباً لأؤكدَ: منه أتيت.
رأيتُ دمي فيها فصرخت: بلادي
ورأيتُ القدرَ فقلتُ: سأعبده
وتحسستُ هديلَ حمامٍ فيها فعشقتُ
مددت يدي داخلها،
فسمعتُ ضجيج الموج
وساحت من عينيّ سماءٌ فكتبتُ بها.
من ورطني بتحمل عبء السفر وحيداً؟
من قال لي امشِ، ولا تنظر خلفك، فمشيت؟
من مثل الريح الغاضبة يسير ورائي، يدفعني
من؟!
من؟!
كتفي مثقلةٌ، وأمامي مدن من شمع الإسمنت،
وصوتي خيط عناكب يصطادُ صداه ويطلقه
لو أفتحها،
لو أعرف ما فيها غيري
لو أتجرأ يوماً ما
أتركها فوق رصيفٍ،
لو أنساها تحت أصابع عازف ناي منهمكٍ
لو أبكي فيها ثم بدعةٍ أقلبها،
أتركها تسبح نحو المجهول.
لو أجلس فيها منتظراً من يحملنا
من يحملُها عني
من يفتحها عني،
ويخبّرني ما فيها،
ويقولُ: الشنطة فارغة إلا منك
ومن درب تمشيه ويمشيك
ولا خلف له إلا ماضيك
فحاول أن تنساه، لتنساها
حاول أن تمضي
وتحسس كتفيك.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب